بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ضاهره ولا بد من معرفة مايستوجب علينا تجاها فاتركم معها:
عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ فَقَالَ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ" قَالَ: "فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ". أخرجه ابن ماجه (2/1437 رقم 4300) ، والحاكم (1/710 ، رقم 1937) وقال : صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا : الترمذى (5/24 ، رقم 2639) وصححه الألباني في التعليق الرغيب ( 2 / 240 - 241 ). قال الإمام الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/ 212): وفي الحديث دليل على أن ميزان الأعمال له كفتان مشاهدتان و أن الأعمال وإن كانت أعراضا فإنها توزن, والله على كل شيء قدير, وذلك من عقائد أهل السنة, والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة انظر "شرح العقيدة الطحاوية" (351 - 352 طبع المكتب الإسلامي).
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ". أخرجه ابن ماجه (2/1401 ، رقم 4189) وصححه الألباني في "التعليق الرغيب" ( 3 / 279 ).
===== [glow1=009999]الســــؤال[/glow1] ======
لقد حز في نفسي ما أراه من معظم الآباء والأمهات الذين رزقهم الله أطفالاً، فيقومون بداية بتعليمهم كلمة (بابا) و(ماما)، فيقوم الأطفال على جهل بترديد هذه الكلمات كأولى الكلمات التي ينطقونها في حياتهم، فبدلا من أن يعلموهم الكلمات العربية، يقومون بتعليمهم الكلمات الغربية المنافية للعادات والتقاليد. وكذلك هناك كلمات أخرى كـ(باي) أو (هلو) أو (ثانك يو). فما رأي الشرع في ذلك، وما نصيحتك لهم ؟
======== [glow1=009999]الجـــواب [/glow1]========
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما الكلمات الأجنبية التي ذكرتها في الأخير، فلا شك أن تركها هو المتعين؛ لأن تعلم اللغة العربية، والاهتمام بها من شعائر الدين، لاسيما العرب -الذين شرفهم الله بهذه اللغة-.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: في اقتضاء الصراط المستقيم (1/462 -468):
"اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون؛ ولهذا كان كثير من الفقهاء -أو أكثرهم- يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر أن يدعى الله أو يذكر بغير العربية...
وأما الخطاب بها من غير حاجة في أسماء الناس، والشهور: كالتواريخ ونحو ذلك، فهو منهي عنه -مع الجهل بالمعنى- بلا ريب، وأما مع العلم به فكلام أحمد بين في كراهته -أيضاً- فإنه كره آذرماه ونحوه، ومعناه ليس محرماً...
ثم ذكر ابن تيمية كلاماً طويلاً عن الأئمة: أحمد، ومالك والشافعي في النهي عن التكلم بغير العربية من غير حاجة، ثم قال: وفي الجملة: فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب، وأكثر ما كانوا يفعلون: إما لكون المخاطب أعجميًّا، أو قد اعتاد العجمية، يريدون تقريب الأفهام عليه...
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه، فلا ريب أن هذا مكروه؛ فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه". انتهى.
أما تمثيلك بكلمة (بابا) و(ماما) فلا يصلح؛ لأن لكلمة (بابا) أصل في لغة العرب؛ كما يتضح هذا لمن راجع كلام الأزهري في "تهذيب اللغة"، وابن منظور في "اللسان"، ثم إن الذين يتكلمون بها لا يخطر ببالهم المصطلح الذي وضعه النصارى.
وأما كلمة (ماما) فلم أجد فيها محذوراً، والأصل في هذا الباب الإباحة حتى يقوم دليل على المنع والله أعلم ...
نقلته للفائده
مواقع النشر (المفضلة)