الشباب في أي أمة أو مجتمع هم الأمل - بعد الله تعالي - في مستقبل مشرق وغد أفضل . الشباب هم أبنائي وأبناؤك.. وبالتالي أبناء المجتمع الذي يعول عليهم الكثير .وفي المملكة العربية السعودية تنفق الدولة الأموال الطائلة لتعليمهم وإعدادهم وتدريبهم وتهيئتهم ليضطلعوا بأبرز المهام وأجلها.. وليكونوا آباء صالحين وأمهات صالحات، ونواة حقيقية لأسرة صالحة ومجتمع نقي .
وإذا كانت الدولة تبذل الكثير.. ومؤسسات التربية والتعليم تقدم البرامج المتنوعة للتوجيه والإرشاد.. والأسرة تحرص على تربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة الصالحة، وحمايتهم من الأفكار الهدامة.. والانجراف خلف الفئات الضالة.. وإنقاذهم من براثن المخدرات وخطرها . فإن شريحة الشباب كفئة عمرية عريضة تحتاج لتضافر الجهود للوصول بها إلى بر الأمان .
ومن هذا المنطلق أنشأت الدولة الأندية الرياضية لتكمل الجزء الناقص من التربية - بالذات التربية البدنية - ولتكون مكانا مناسبا للترفيه البريء، وساحة رحبة للمنافسات الشريفة ؛ التي تؤصل روح الجد والمثابرة والعمل الجماعي الدؤوب لتحقيق غايات سامية نبيلة تحفز الجميع على البذل والعطاء محفوفة بالمتعة والإثارة المرغوبة .
لكن ما حدث مؤخرا في ميادين الكرة وساحاتها من شغب جماهيري.. وعبارات عنصرية بغيضة.. بعيدة كل البعد عن روح الدين الإسلامي وسماحته.. وحالات الاحتقان.. ورمي القوارير والعلب الفارغة.. وتكسير السيارات وتهشيمها.. ودخول الجماهير "المتكرر" وكذلك المسئولين وأعضاء الشرف إلى أرضية الميدان "المخصص فقط للاعبين والحكام".. ورفع الأعلام السوداء.. واستخدام الكلمات البذيئة من سباب وشتائم وقذف للآخرين.. وإحراق الأعلام أمر لا يقره عقل ولا عرف ولا تقليد .
كل هذه السلوكيات الغريبة عن مجتمعنا تحدث نتيجة لحالات الاحتقان الشديدة التي تعانيها الجماهير الرياضية واللاعبين، وحالات كتلك التي تحدث قد تقود - لا قدر الله - إلى كارثة إذا لم تحسن الأجهزة المسئولة توجيه الشباب إلى السلوك الرياضي السليم، كما يتحمل الإعلام الرياضي - في نظري - مسئولية كبيرة في إثارة التعصب بتواجد مجموعات تغلب ميولها الرياضية على المصلحة الوطنية.. وتهاجم الحكام واللاعبين والأندية.. وتزيد من حدة المشكلات بدلا من الإسهام في حلها .
المطلوب حاليا تنقية الأجواء التنافسية تماما من كل ما يعكرها، ونشر ثقافة التنافس الشريف والمبادئ السامية للرياضة.. وتحقيق مبدأ العدالة بين كافة أندية الوطن ليكون لكل مجتهد نصيب.. ولنبعد شبابنا ونحميهم مما يحيق بهم.. وليكن هدفنا في النهاية رفعة الوطن بسواعد شبابه. والله الموفق..
مواقع النشر (المفضلة)