هي شخصية ذات نظام مفتوح على كل من حوله، مهمتها التلصص بالسمع والبصر والشم واليد والتداخل باللسان في كل الأحوال.
وهي متواجدة في كل الأمكنة في الحياة العامة في الشارع، في العمل، في الطيارة، في السفر مهمته الأساسية اختراق الآخر دون إي مراعاة لشعوره، أو اهتمام بمدى تقبله.
فمثلاً الملقوف أن دخل على مجموعة يتحدثون في موضوع طالبهم بالإعادة حتى يستمع إلى الطرح كاملاً، وان كانوا صامتين استغرب من هذا الصمت وطلب الحديث الذي سبق حضوره. وان دخل وصمتوا فجأة لأي سبب من الأسباب من ضمنها عدم رغبتهم في معرفة ما يقولونه. اصر على معرفة ايش قالوا (وبالأمر) (يللا قولولي) فإن تلطف احدهم بهدوء وتنصل وقال لم نكن نتحدث.. تذاكى وقال.. لا كأني سمعت بشيء تقولونه صح ولا خطأ يلا طلعوا مالديكم. وقد لا يغادر إلا إذا عرف.. وحتى إن عرف فهو لا يصدق ويعتقد أن هناك شيئا مختلفا قيل في غيابه.
إن وجدك تتحدث بالهاتف وأغلقته.. سألك تحدث من؟ وماذا يريد؟ وفلان هل يتصل بك أو انقطع؟.
ويزداد إلحاحه ويتحول إلى كارثة إن رفضت ابلاغه بمن تحدث وياويلك من شكه المدمر الذي قد يصبه على رأسك مستقبلاً نكاية بك لأنك لم تخبره بمن كنت تحدثه. يموت وتتحول حياته إلى جحيم إذا لم يعرف ما يجري.. وإذا لم يعرف كيف تسير الأمور؟.
في الحوادث تجده أول من يوقف سيارته ويسارع إلى معرفة نوعية الحادث والمصابين والمتوفين ليسرد بعدها الخبر كاملاً وحتى قبل ان يغادر المكان يبدأ في الاتصال بالأصدقاء والأسرة ويخبرهم انه يقف على رأس حادث وفيه كذا وكذا.
أي معركة في العمل أو الشارع يتوقف لمعرفة ما يجري فيها وقد يفك الاختناق ليس حباً في طرف دون الآخر ولكن لمعرفة سبب المعركة من احد الأطراف والإلمام بها على الرغم من انها لا تخصه من قريب أو بعيد.
في العمل إن زارك في مكتبك تظل عيناه تنتقل هنا وهناك يمسك بكوب الشاي البارد.. ها ما شاء الله شربت شاهيك خلاص وأكيد فطرت؟.. تفطر من بدري؟. هل انت متعود على شرب الشاي أو القهوة أو النسكافيه كل يوم؟ يا أخي كلها متعبة للمعدة خذ عندك ويبدأ في سرد حكايات ومواضيع سخيفة لا تختلف عن شخصيته.
المشكلة ان الملقوف يحكم عليك حكماً مغلظاً باقتحامه حياتك، قيمة هذا الحكم الفعلية العذاب للآخر من خلال اقتحامه إما بسابق معرفة، أو بجهل أحياناً ويزيد من هذا العذاب حياء المبتلى بالملقوف وعدم قدرته على الثورة لأسباب عديدة، ومحاولته حفظ توازنه أمام من اعتاد على الإخلال المستمر بالتوازن.
مواقع النشر (المفضلة)