هل نحن غير قادرين على الفرح أم أننا لا نستطيع أن نعبر عن فرحنا؟ أم أن مفردة الفرح دخيلة على قاموسنا؟ تساؤلات تتكرر علينا كل عام خاصة في الأيام المقبلة فنحن مقبلون في الأيام القادمة على مناسبات كثيرة فهذا يتخرج من الجامعة وذاك يحصل على وظيفة والآخر يحصل على ترقية وذاك تُقام له وليمة زواج وتلك تجتمع النساء لكي يزفوها إلى عريسها وكلها أيام أفراح ولكن الكثير منا لا يعطي مساحة للفرح ولا يمنح هامشاً للفرحة فالرجال عادة يحضرون مناسبة الزواج مكرهين وبعض النساء تحضرها كارهات متأزمات والبعض منا لا يعير للمناسبات المفرحة بالاً ولا يهتم بها ولا يتحمس لها فما أجمل المناسبات السعيدة والأجمل منها سعادتنا وفرحنا فيها.
الفرح يطرد الملل ويجري الدم في العروق ويغسل أدران الحياة القاسية وينسي الهموم البائسة ويصنع التواد ويغرس المحبة فلماذا لا نفرح؟ ولماذا لا نلهو ونسعد؟
ثم لماذا لا نستثمر أي فرصة ونستغل أي مناسبة في إقامة الأفراح؟ ثم لماذا لا نفرح وقت الأفراح؟ أهو الزهد والورع أم الغلظة والجفاء؟
لماذا نتوارث هذا التمظهر (بالثقل) وهذا التصنع (بالوقار) أيام أفراحنا ونظل عابسين لا نكاد نفرق بين أتراحنا وأفراحنا؟ وبين مآتمنا وأعيادنا.
دعونا نفرح ونسمي مناسبة الزواج (فرحاً) كما يسميها إخواننا المصريون ثم دعونا نعبر للجميع في هذه المناسبة عن فرحنا ولا نشعرهم بأننا قد حضرنا مجاملين ومكرهين فما أن نخرج من قاعة الطعام حتى نولي هاربين وننفض مسرعين وكأننا خارجون من مدفن.
دعونا نستثمر مناسبات النجاح ومناسبات الزواج وكل مناسبة مفرحة في التعبير عن فرحنا وبهجتنا ونضحك مع الكبير ونمازح الصغير ونلهو وقتها مع الجميع؛ حتى نتآلف ونُؤلف ونعتاد الابتسامة التي سلبتها شمسنا المحرقة وخطفتها صحراؤنا القاحلة وحجبتها بعض عاداتنا المزعجة.
مواقع النشر (المفضلة)