بلا مُقدماتٍ ..
سأتلو علي مسامعكم ما في جُعبتي ترتيلا ، من دون إطنابٍ ..
فأخشى عليكمُ المللَ و الفتورَ ، فيتبعُهمَا فرارٌ !
فلقد طال نزيفُ قلمي ..
طال مُرافقا نبضات قلبي ، طال مُصاحبا فيض خواطري ..
ولا زال قلمي ينزُف و ينزُفْ .. ولازال كذلك وهو يكتُبُ و يكتُبْ ..
حتي تعدّي حدود السخاء .. كارما سامعه بكثرة العطاء ..
لا يكلُ ولا يملُ !
يكتُب عن شيء سمعهُ فقراه .. لكنه باتَ يفقدهُ و لا يراهُ ..
ضاع بين دركات الحقد و الضغينة .. حين شُنق غير بعيدٍ ، بُعيد خيانة تبعتها جريمة !
قتلتُه أيامٌ عوجاءٌ ، وأقدارٌ نحساءٌ ، وأيادٍ عرجاءٌ ..
حسرتاهُ يا حسرتاهُ ..
قد فقدناهُ ..
حرقني فرقاهُ .. ويلاهُ فويلاهُ ..
قد كان يجمع الامّة على " سفينه " !
الحديثُ عنه كان فرَاسه .. والكلامُ حوله بات شركٌ ووشايه ..
قد تسابق العشاق في مُغازلته ..
وإستهم ذوو الاقلام في دباجتهِ ..
قد كان يشد أواصر المشرق و المغرب في حزمه .. ومازالت كذلك .. حتي فرّطتها المركوله .. !
فانبثقت في ليلة ظلماء ..
بلادُ شام ٍ وخليجٌ و أرض تُدعى نيلٌ و مغربٌ أقصى يُكنى بالكبير ِ ..!
تبعها صوتُ بوق ٍ حزين ٍ.. كما صوتُ الغربان ِ
لتنتكس أعلامٌ قد رفرفت بصداها وصدحها أقطاب الدنيا ، غير بعيد ٍ .. حينمَا كان للرجال ِ حضورُ !
ونُفخ في ناقوس التشرذم .. ليدق صيتُه من جديد .. فرقة و انتكاسه ..
ذكرياتٌ .. آهٍ منها قد نسيناها !!
فخاطبتُ قلمي بشدة ، و امرتهُ امرًا .. أنزف يا قلمي أنزف ..!
فما أنت بطائل ٍ لما صبوتَ ، ولا السامعُ بمُدركٍ ما تقوّلتَ ..
فالكل هنالك يُغنى علي ليلاهُ ..!!
فلا ليْلى سامعة لغنيَاهم ، و لا الغُنى مُسْمِعٌ لمن تستيْلى !
لن أطيل الكلامَ !
فلا اظن أن ركاكتي الآنفةُ قد أخفت كينونة المَعنـِي ..
ولا أحسبُ ان الفاهمَ ، قد إستعصاهُ المعنـَى ..
هاهٍ .. قد إتضح لسامعي نشازي ..
فلا إصطناعْ ،
ولا أهوي ارتداء القناعْ ..
ما إن أدركوها ..
حتى بدلوا جلودا قد استسلخوها ، وأدموا بأظافرهم وجوها قد نافقت في حبُها ..!
وقد تبعتها غصّة أغلقت حلق ذو ضمير ولهان ..
وشغلت تفكير ذو عقل ٍ فطن ..
وما أبرئُ نفسي في وقتٍ ضاعت فيه الحيلة و تبدّدت فيه نزاعات الريبه ..
ماقصدتُ غيرها المسكينه ..
عُروبيتنا الضائعه !
..
أوَ لا تستحق ..؟!
أن يُكتب في حقها حتي تنزُف الاقلام .. و تُدمي الايادي .. و تتقطع الاوراق .. !؟
فما بعد فُقدانها أصبح للعرب مكانه ..
فما أوجعني علي ثريّاكم اعتي من هذه الافه ، وقد تشتتِ اللماتُ وبعّدتِ المسافاتُ ..
ألا عروبية ضائعة ، وقلم رجل ضائع في حُبّها !
كيف ضاعت ..
أظنها ليست بمُبهمة !
لن أقول تركٌ ، ولا عولمةٌ ، ولا استعمارٌ جديد .. قد أضعناها ، وضاعتْ في رخيص ٍ بخيس ٍ !
مركولة ، وبعضٌ من أطماع ِ الدنيا ، وحفنة ٌ من سياسة غبيّة ..
قد ضاعتْ ..
أما كيف ضعتُ في جلابيب حُبها وثملتُ من كؤوس عشقها ..
فذلك أسهل ..
ولو أن سجعي الذي أجدهُ ثُقلى علي أسماعكمْ ،
لما احتجتُ لكل هذا حتي أنقش ما كنّ في خاطري علي جدران هواها ..
ولكن تلكمُ العاهه ..
لسانٌ يحكي .. فـ قلبٌ يمرض ، ثم يموت !
فما ضعتُ في قليل ..
فما أزفتِ الايامُ إلا أن تُثبتَ ما قاله الحكيم .. ( ومن الحُبّ ما قتل ) !
هنالك ضعت في حُبها ..
حين حُكمتُ من آكلي " لحوم البشر " بالنّسف ِ إربًا و النثر علي سفوح الجبال نثرا ،
وقد ماتت فيهمُ الضيْرة ُ و الغيرة ُ ..
حين قُتلت ،
فصُلبت ، و حُرقت .. في حُبّها ..!!
__________________________________________________ _____
كتبتُ هذه الكلمات مُترامية المعانى و غامضة المغزى و الغريبة إصطلاحًا ..
لأوصلَ مفهومًا أراهُ غائبٌ عنَا !
و استلهمَ من ردودٍ قد تُتبعوهَا آنفًا ، إلى ما مدى تصله العروبيّة في أنفسكم , وما مكنونها السامي في قلوبكم !
و هل تغيبُ فيكم شرَرُها حينما تحضرُ المركولة ..
أوصيكم و نفسي ، وقد يتبادر في أذهانكم لحظتها ، ماذا يقول هذا المعتوهُ المرائي .. أوصيكم ..
أن تجعلوا للاخوّة العربيّة مكانًا في وقتكم و مُستعًا في صدوركم و أثرا في فعلكم ..
فما استوقحني موقفٌ أكثرُ شناعة من إخوةٍ يتقاذفون السب و الشتم في مركولة ، ولكم ما حدث بين عدة بُلدان عربية خير مثال مصر والجزائر !
لا يتبدلُ الدمُ ماءً ، فلا تجعلوا من كرة القدم ِ سببًا في زرع الفتنة و العداء مع من يُشاركونكم في اللغة و العرق !
افتحُ صدري لم سيُناديني بالعنصري ، فانا عروبيٌ جدًا ، ومُتعصبٌ لها جدًا !
_____________
وآقدم آسمى آيـات الإعتذار .. لأختنـا رونق .. لإهمالي في الفتره الآخيـره
وعدم دخـولي المنتدى .. سائلآ المولى لي ولكـم التوفيق ..
بقلمي//
الدون كابيلو
مواقع النشر (المفضلة)