[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الاولى من الحياة
هي حياتنا نحن ، التي هي مقيدة بكثير من القيود والحجب .
والناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .
الطبقة الثانية من الحياة
هي طبقة حياة سيدنا الخضر وسيدنا إلياس عليهما السلام والتي فيها شئ من التحرر من القيود ، اي يمكنهما ان يكونا في اماكن كثيرة في وقت واحد ، وان يأكلا ويشربا متى شاءا . فهما ليسا مضطرين ومقيدين بضرورات الحياة البشرية دائماً مثلنا . ويروي اهل الكشف والشهود من الاولياء بالتواتر حوادث واقعة عن هذه الطبقة . فهذه الروايات تثبت وجود هذه الطبقة من الحياة وتنورها ، حتى ان في مقامات الولاية مقاماً يُعبّر عنه بـ ((مقام الخضر)) . فالولي الذي يبلغ هذا المقام يجالس الخضر عليه السلام ويتلقى عنه الدرس ، ولكن يُظن احياناً خطأ أن صاحب هذا المقام هو الخضر بعينه .
الطبقة الثالثة من الحياة
هي طبقة حياة سيدنا ادريس وسيدنا عيسى عليهما السلام . هذه الطبقة تكتسب لطافة نورانية بالتجرد من ضرورات الحياة البشرية والدخول في حياة شبيهة بحياة الملائكة ، فهما يوجدان في السموات بجسميهما الدنيويين - الذي هو بلطافة بدن مثالي ونورانية جسد نجمي - والحديث الشريف الوارد أن سيدنا عيسى عليه السلام ينـزل في آخر الزمان ويحكم بالشريعة المحمدية ، حكمته هي الآتي :
انه ازاء ما تجريه الفلسفة الطبيعية من تيار الالحاد وانكار الالوهية في آخر الزمان ، تتصفى العيسوية وتتجرد من الخرافات .
وفي أثناء انقلابها الى الاسلام ، يجرّد شخص العيسوية المعنوي سيف الوحي السماوي ويقتل شخص الالحاد المعنوي ، كما ان عيسى عليه السلام الذي يمثل الشخص المعنوي للعيسوية يقتل الدجالَ الممثل للالحاد في العالم .
بمعنى انه يقتل مفهوم انكار الالوهية .
الطبقة الرابعة من الحياة
هي حياة الشهداء ، الثابتة بنص القرآن الكريم ، أن لهم طبقة حياة أعلى وأسمى من حياة الأموات في القبور .
نعم ! ان الشهداء الذين ضحوا بحياتهم الدنيوية في سبيل الحق ، ينعم عليهم سبحانه وتعالى بكمال كرمه حياة شبيهة بالحياة الدنيوية في عالم البرزخ ، الاّ انها بلا آلام ولا متاعب ولا هموم ؛ حيث لا يعلمون أنهم قد ماتوا ، بل يعلمون أنهم قد ارتحلوا الى عالم افضل ، لذا يستمتعون متعة تامة ويتنعمون بسعادة كاملة ، اذ لا يشعرون بما في الموت من ألم الفراق من الأحبة ، كما هو لدى الاموات الآخرين الذين يعلمون انهم قد ماتوا ، رغم ان ارواحهم باقية .
لذا فإن اللذة والسعادة التي يستمتعون بها في عالم البرزخ قاصرة عن اللذة التي يتمتع بها الشهداء .
وهذا نظير المثال الآتي : شخصان رأيا في المنام انهما قد دخلا قصراً جميلاً كالجنة . أحدهما يعلم أن ما يراه هو رؤيا . فاللذة التي يحصل عليها تكون ناقصة جداً ، اذ يقول في نفسه : ستزول هذه اللذة بمجرد انتباهي من النوم . أما الآخر فلا يعتقد انه في رؤيا لذا ينال لذة حقيقية ويسعد سعادة حقيقية .
وهكذا يتميز كسب الشهداء من حياتهم البرزخية عن كسب الاموات منها .
ان نيل الشهداء هذا النمط من الحياة واعتقادهم أنهم أحياء ثابت بوقائع وروايات غير محدودة . حتى ان إجارة سيدنا حمزة رضى الله عنه ، سيد الشهداء ، لمن استجاره ولجأ اليه وقضاءه لحوائجهم الدنيوية ، وحمل الآخرين لقضائها ، وامثالها من حوادث واقعة كثيرة ، نوّرت هذه الطبقة من الحياة واثبتتها .
الطبقة الخامسة من الحياة
هي الحياة الروحانية لأهل القبور .
نعم ! الموت هو تبديل مكان واطلاق روح وتسريح من الوظيفة ، وليس اعداماً ولا عدماً ولا فناءً . فتمثُّل ارواح الاولياء ، وظهورهم لأصحاب الكشف ، بحوادث لا تعد ، وعلاقات سائر اهل القبور بنا ، في اليقظة والمنام ، واخبارهم ايانا اخباراً مطابقة للواقع .. وامثالها من الادلة الكثيرة ، تنوّر هذه الطبقة وتثبتها .[/align]
مواقع النشر (المفضلة)