الحشرية” داء قاتل تحول صاحبها لإنسان لا هم له سوى التدخل فيما لا يعنيه فيصبح مريضاً بمعرفة أخبار الناس بكل تفاصيلها، حتى وان كانت في كثير من الأحيان لا تعنيه في شيء، حيث لا يهدأ أو ينام الليل الا بعدما يهتك ستر خبر أو معلومة ما فهو يدس انفه في كل ما حوله مما يوقعه في العديد من المواقف المحرجة خاصة في حال انكشف أمره فيهجره الناس ويتحول الى شخص منبوذ اجتماعياً لا يثق فيه احد خاصة وأن “الحشرية” ترتبط بالعديد من الأفعال والسلوكيات المشينة كالكذب واطلاق الشائعات والمشي بين الناس بالغيبة والنميمة مما يهدد أمن وسلامة المجتمع ككل
“الحشرية” سمة في الانسان لا يستطيع الخلاص منها بسهولة وهي نوع من قلة الايمان لأن الانسان المؤمن بصدق لا يتدخل فيما لا يعنيه حتى لا يقلب عليه الناس أو يجعل الحنق والغضب منه يتسرب الى قلوبهم بل يزهد فيما عند الناس وفي اخبارهم وحكاياتهم طالما أنها لن تفيده أو تضيف له جديداً على الصعيدين الثقافي والمعرفي أما اذا ما كان الفضول في سبيل تعلم شيء جديد ونافع فهو أمر جيد ومطلوب لكن أن يدس الانسان انفه فيما لا يعنيه من أمور بغرض اشباع تعطشه لمعرفة اخبار وأسرار الناس من دون أي رادع فهذه الحشرية القاتلة تؤدي الى نتائج سلبية وخيمة على الفرد والمجتمع.
وللعلاج من داء “الحشرية”:
لا بد أن تنتفي الأسباب التي ادت إليها حيث من المهم للغاية ان نقوي الوازع الايماني والديني بداخلنا حيث سيحول دون الوقوع في شراك الحشرية، كما يجب أن نقلص بل ونقضي على اوقات فراغنا بحيث نملأ وقتنا كله بما ينفع ويفيد فلا يكون هناك وقت لمهادنة تلك السلوكيات والافعال المشينة، إضافة الى ضرورة أن يربى النشء على النهي عن ممارسة الحشرية وما يرتبط بها من سلوكيات خاطئة وتصرفات سيئة وأن يشجع على هجرها واستبدالها بحب الاستطلاع الذي يفيد الفرد والمجتمع وأن نضرب المثل لأطفالنا فما يتعلق بهذا الأمر حتى نخرج اجيالاً لا تعرف الحشرية لكنها تتخذ من الرغبة في المعرفة وتثقيف الذات منجهاً واسلوباً لحياتهم وبما يخدم دولتهم وأمتهم.
مواقع النشر (المفضلة)