فر من الحرام كما تفر من المجذوم واذا اشتبه عليك امر احلال هو ام حرام فآثر جانب الله فمن ترك شيئا لله عوضه الله خير منه في دينه ودنياه واذكر دائما قول النبي عليه الصلاة والسلام ( ان الحلال بين والحرام بين وبينهما اامور مشتبهات لا يعلمهم كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام 0 كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يواقعه 0 الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله في الأرض محارمه 0 الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله , الا وهي القلب )
اتدرون يا أخواتي لماذا أكد النبي صلى الله عليه وسلم في ختام حديثه الشريف على القلب وأهميته في صلاح أو فساد المرء ؟ لأن القلب هو الضابط اليقظ وهو الحامي الامين لقبول أو رفض تصرفات الانسان , فان ارتشى هذا الضابط فيا ويلاه ويا ثكلاه 0
ومن القلوب ما هو حي حساس شديد الحساسية خاصة تجاه الحلال والحرام ,كقلب الخليفة الاول ابي بكر الصديق رضي الله عنه , ومنها ما هو ميت الاحساس عديم التأثر كقلب ذلك الأعرابي الجاهل
أماقلب ابي بكر الصديق فهاك قصته : أتى خادمه مرة بحليب وقدمه له , فلما شرب منه تحرك في نفسه مؤشر الحلال والحرام بشدة , وشعر كأن ظلمة دخلت قلبه , أوكأن مصباح قلبه قد انطفأ0
فاستدعى خادمه وسأله عن مصدر هذا الحليب فأخبره بأنه كان قد تكهن كهانة لقوم في الجاهلية وقبض ثمنها واشترى به هذا الحليب 0 فأدرك ابو بكر سر هذه الظلمة الداهمة مال حرام قد دخل جوفه وعليه اخراجه فورا , فوضع يده في فمه وتقيأ أكثر من مرة حتى شعر بأن الحرام خرج منه قدر الامكان وقال بضراعة واسترحام < اللهم لا تؤاخذني بما امتصته العروق >
وأما قلب ذلك الاعرابي الجاهل فهاك قصته : كان أحد الاعراب يكثر من الاقسام بالطلاق صادقا كان او كاذبا , فحلف مرة يمين الطلاق على امر ما فتبين انه كان كاذبا فقال له جليسه : لقد طلقت زوجتك منك فقال وما يعني هذا ؟ فقال له يعني أنك لم تعد تستطيع الاقتراب منها 0
فأسرع الى بيته وأتى زوجته كما يأتيها عادة فلم يختلف عليه في الامر شيء , فهز رأسه مستهزئا بصاحبه وقال : زعم صديقي أني لم أعد أستطيع الاقتراب من زوجتي وها قد اقتربت منهاولم اجد أي عائق , ياله من صديق جهول 0
أرأيتم يا أخواتي كيف انطلى الأمر على هذا الاعرابي ولم يفرق بين الزواج والزنا ؟
انه ميزان الحلال والحرام في قلب " اذا صلح صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله "
عافانا الله من الحرام كله ما ظهر منه وما بطن 0
مع خالص تحياتي 00000000000000000
مواقع النشر (المفضلة)