تختفي بعض النباتات التي اعتادت الأعين على مشاهدتها في فصل الصيف، لأنها تهوى المطر والطقس البارد، كما هو الحال مع نبات ''السلِح'' الذي ينتشر في صحارى .
بداية يجدر التنويه إلى أن هناك نوعا آخر من هذا النبات يسمى الإسليح، ويختلف عنه قليلاً لكنه من ذات الفصيلة. أما السلِح، فهو نبات حولي من البقوليات من العائلة رباعية البتلات المتعامدة. ينبت في الصحارى وفي السهول على حد سواء. ترعاه الإبل والغنم وتميل إليه ويكثر لبنها، وهذه هي كل فائدته.
يتميز بلون أخضر فاتح. أوراقه مستطيلة ومفصصة في أصلها. يفترش الأرض الرملية ويتمدد عليها، لكن ترتفع من القاعدة سيقان تكون فيها الأوراق كبيرة بداية ثم تصغر كلما ارتفعت أعلى الساق. ويتراوح عدد السيقان المرتفعة من القاعدة في هذا النوع من 1 إلى 4 وهي قليلة التفرع وطويلة ومائلة قليلاً، ويبلغ ارتفاعها نحو 25 سنتيمتراً. وتظهر في قمة السيقان وعلى جانبيها أزهار لونها زهري غامق ''أرجوانية'' تحوي أربع بتلات، كل منها تبدأ من قاعدتها بلون داكن ثم يكون بعد ذلك فاتحاً، كما تظهر على سيقان هذا النوع من السلِح أسفل أزهاره، سنف طولية منحنية تحمل بذورا صغيرة جداً. ويمنح لون الأزهار المتدرج وشكل امتداد وتمايل السيقان لهذا النبات جمالاً يلفت النظر. ويلاحظ أن للأزهار رائحة جميلة يمكن شمّ عبيرها عند الاقتراب منها، لكنها لا تفوح في الجو، وعددها قليل بالمقارنة مع النوع الثاني .
وقد ورد في كتاب لسان العرب لابن منظور:
السلح بقل من أحرار البقول ينبت في الشتاء وترعاه الإبل والغنم، ويسلح الإبل فيكثر لبنها ويلين بعرها. يشبه الجرجير وينبت في حقوف الرمل ظاهراً، وله ورقة دقيقة لطيفة وسنفة محشوة حباً وزهراً جميل اللون يميل إلى الحمرة''.
كما ذكره جرير في إحدى تشبيهاته الشعرية:
لهم يوم الكُلاَبِ ويوم قيس
هَرَاق على مسلّحة المزاد
مواقع النشر (المفضلة)