مقال كُتب بصحيفة الرياض اليوم الاثنين
[align=justify]
الملك عبدالله.. رجل كل الأدوار..
معظم زعامات العالم الثالث تُعد وتركّب خطبها النارية على تحرير الوطن من قهر الأعداء ورفع شعلة الحرية، بينما تحكم من الداخل بروح ستالين، وتنظيم «الجستابو» «الاستخبارات النازية» بينما محصولها الزراعي، وهي غالباً عالم من الفلاحين، يُصدر للخارج لتجوع الشعوب بسبب تكديس السلاح، واستيراده..
خادم الحرمين الشريفين، وإن رأى بلده نامياً في سبيل التطور، فهو لم يقل بتحرير اقتصاده من الهيمنة الخارجية، لأنه حر في الأصل والجوهر، ولم يتفوه بضرب قواعد الأعداء، لأن تجميد قواهم لا يتم بالسلاح، وإنما بتوفير الظروف المعنوية، والمادية بتوطين المال وفق احتياجات كل مدينة ومحافظة، وجلب الرساميل الوطنية المهاجرة، وتحفيز غيرها من الاستثمارات الخارجية..
المعنى أن الملك عبدالله يقود عملية تحديث لا تمس جانباً دون آخر، باعتبار أن هذه الجوانب كلٌّ تجمعه قيمة وطنية ومادية واحدة، أي أن توزيع مجالات الصناعة والتجارة، والزراعة، ومراكز التصدير والاستيراد، ميدان تنويع الاقتصاد الوطني، وتطويره، وعدم تكديسه، كما تجري بعض خطط الدول في المدن الرئيسية فقط، مما يحرم الريف والمدن الصغيرة، فرصة تعدد مجالات التوظيف والإنتاج..
في الأسابيع الماضية، زار خادم الحرمين الشريفين، الشرقية، وحائل، والقصيم والمدينة، ولم تكن الزيارات عاطفية تطغى عليها العواطف، والأماني بمشاريع كبيرة، وإنما ذهب ليفتتح ويُرسي أعمالاً ببلايين الريالات، ولو أحصينا مجمل الكلمات والتصريحات له، مقابل الأرقام غير المعتادة في أي بلد خارج المنظومات العالمية الكبرى، فإن كل كلمة توازي أكثر من مليار، وهذا يلخص أن الرجل ذهب ليعطي وطنه زخماً هائلاً من بناء فريد في المنطقة وبسباق مع الزمن معتبراً الفرص الراهنة مهمة، لأنها ميلاد جديد في واقع، ربما لا يتكرر أو يعود..
في الطائف بين خادم الحرمين الشريفين، ومواطنيه، لقاء عمل طويل، أي أن سماءً ممطرةً مشاريع، وأعمالاً كبيرة سوف تنتجها هذه الزيارة، ورجل بهذا الحجم من التدقيق، والقراءات المستمرة، والاجتماعات إلى الاختصاصيين، والخبراء، لا يتحرك وفق نموذج تلقائي، أو خطط غير مدروسة، بدليل أن قائمة المشاريع التي تم إرساؤها جاءت لاعتبارات محسوبة، وبأرقام التكاليف، والنتائج التي ستتبعها من أرباح، وعوائد طويلة المدى، والطائف، هي إحدى مدننا التاريخية، القادرة أن تكون سياحية، واقتصادية، ويأتي الاهتمام بها، وفقاً لجدول عمل شامل أسوة بغيرها، والاعتبار هنا ينطلق من نظرة واقعية، بحيث، لا يجوز أن تتشابه النشاطات أو وسائل الإنتاج والعمل لتحدث خللاً غير موضوعي في تراكم الإنتاج، وتماثل الوظائف، ولهذا السبب كان التخطيط واقعياً، ونموذجياً في فهم طبيعة جميع النشاطات وعملها..
الملك عبدالله في صور عمله القديمة والحديثة، يمثل كل وزارات المال والتخطيط والتجارة، وكل أشكال الأداء المستمر، ولذلك ظل عمله مستوفياً الشروط لنجاح المشروع الطويل..[/align]
مواقع النشر (المفضلة)