هذه الحياة نعيشها وتغدق علينا بأيام سعيدة
كما تمطرنا بأيام حزينة و نتعامل معها من
خلال مشاعرنا وفرح و ضيق و حزن ومحبة
كره و رضى، وغضب ..
جميل أن نبقى على اتصال بما يجري داخلنا لكن هل هذا يعطينا
العذر أن نتجاهل مشاعر الغير؟ أن نجرح مشاعرهم؟ نتعدى على حقوقهم؟ أو ندوس على كرامتهم؟
للأسف هذا ما يقوم به الكثير منا معتقدين بأننا مركز الحياة وعلى الآخرين تحمل ما يصدر عنا، قد نخطئ ولكن دائماً لدينا الأسباب التى تدفعنا إلى ذلك.
فتجدنا أبرع مَنْ يقدم الأعذار لا الاعتذار، نحن لا نعاني من الجهل بأساليب الاعتذار ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الاعتذار هزيمةً أو ضعفاً أو انتقاصاً من الشخصية والمقام وكأننا نعيش
في حرب دائرة مع الغير، فنجد أن المدير لا يعتذر للموظف لأن مركزه لا يسمح له بذلك.
أنا آسف
كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما؟؟
كلمتان لو نطقنا بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامةً مجروحةً ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات
المتصدعة، كم يمر علينا من الإشكاليات التى تحل لو قُدِّمَ اعتذارٌ بسيطٌ بدلاً من تقديم الأعذار التى لا تراعي شعور الغير أو إطلاق الاتهامات للهروب من المواقف.. لماذا كل هذا؟؟
ببساطة لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا لأن الغير هو مَنْ يخطئ وليس نحن، بل في كثير من الأحيان نرمي اللوم على الظروف أو على أي شماعة أخرى بشرط ألا تكون شماعتنا...
إن الاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعي مكون من ثلاثة شروط أساسية:
1) أن تشعر بالندم عما صدر منك.
2) أن تتحمل المسؤولية.
3) أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع.
لا تنسَ أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل: آسف ولكن.. وتبدأ في سرد الظروف التي جعلتك تقوم بتصرفك الذي تعرف أنه بالفعل كان خاطئاً.
ما يجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر وحبذا لو قدمت نوعاً من الترضية ويجب أن
يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه.
هناك نقطة مهمة يجب الانتباه إليها ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر.
أخيراً.. مَنْ أراد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركزه الذي لا يراه سواه ومَنْ أراد أن يعيشَ مع الناس يرتقي بهم لا عليهم فليتعلم فن الاعتذار..
مواقع النشر (المفضلة)