إننا نعتز ونقدر المعلم الذي يحترم نفسه، ويقدر ذاته ويدرك أبعاد رسالته ويلتزم بميثاقها الأخلاقي ويحدب علي تنمية قدراته من خلال التجديد والابتكار والابداع في أساليب الأداء.
إن هذا هو المعلم الذي يعتز به طلابه ويذكرونه علي مر الأيام، ولا يختلف اثنان في أن الطلاب قادرون علي إعطاء معايير تقويمية بجلاء علي مدي صدق إيجابية عطاء المعلمين حيث تنطبع علي صفحات ذاكرتهم تلك الصور الجليلة لإخلاص المعلمين الملتزمين المبدعين.
أما الذي ساقته المقادير إلي هذه المهنة رغم أنفه وحشر في زمرة المنسوبين إليها دون رغبة منه فيها ودون تهيؤ نفسي منه لها، فلا ينتظر منه عطاء ذو جدوي، لأنه سيقوم بعمل رتيب تلفه أجواء اللامبالاة والارتجالية لا يستعد استعداداً نفسياً وعقلياً لما سيعطيه من جرعات تعليمية يركن إلي الكتاب المدرسي ويحاول متعثراً أن ينقل ما فيه إلي طلابه فيخفق لأن الأداء له متطلباته الفنية المتجددة ويزهد في استخدام الوسائل التعليمية المعنية بل قد يجهل أهميتها وجدواها في تقريب الحقائق والمفاهيم للأذهان، يقتصر في حصيلة المعرفية في مادة تدريسه علي ما وقف عليه في سنوات دراسته الجامعية معتقداً أن ذلك يكفي..
لهذا تراه ينفر من ارتياد المكتبات، ولا يأنس بمطالعة كتاب فتقل حصيلته عبر الأيام وتصبح ركاماً يفتقر إلي البعث والاحياء، وهو كذلك لا يسعي للاستفادة من زملائه ذوي الخبرة والعطاء المتميز لأنه يري في ذلك غضاضة وتنازلاً ولا يأخذ بالتوجيهات ولا يتقبل الارشادات ولا يؤمن بجدوي الاعداد ولا يتابع قدرات طلابه متابعة تقويمية واعية، مثل هذا المعلم دخيل علي أطهر المهن وأنبلها ولن يكون له مكان في قلوب الطلاب، ولن يستحق المثوبة الحسني من المولي عز وجل الذي يراقب أعمالنا ويدرك أبعاد من نحسن منها وهو الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
مواقع النشر (المفضلة)