السلام عليكم ورحمة الله
من العيوب الشائعة والمزمنة والتقليدية في الكثيرين من أبناء شعوبنا العربية هو المسارعة إلى التقليد والمحاكاة للغير دون تدبر أو تفكر أو تعقل أو تقييم ...
إن التقليد أو المحاكاة من الطبائع الإنسانية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان ، وهو بحد ذاته لا غبار عليه ، وإليه ينسب الفضل في كثير من أسباب التقدم والتطور والتنمية.
لكن ما أقصده هو التقليد الأعمى المتعجل من غير فهم وتدبير ، التقليد الذي يدل على ضعف الشخصية وانطوائها ، تقليد الأضعف للأقوى ... هذه هي المسألة !!
إن هذ النوع من التقليد ذائع ومنتشر بين الشعوب الضعيفة ، وأحسب أننا لسنا ببعيدين عن هذا التصنيف ، فتقليد بعضنا - ولن أقول معظمنا - لكل ما هو غربي أصبح أكبر آفة تهدد كياننا وهويتنا وأخلاقنا بل وديننا أيضاً ...
حقيقة ، لقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه العظيم إلى يوم القيامة ، لكن علينا بتطبيق شرع الله وأن نكون مسلمون بحق ، لنا هويتنا وطبيعتنا ومعتقداتنا وفقاً لشريعة الله ومنهجه ، لسنا تابعين لمعتقدات غيرنا وأفكارهم الموضوعة التي لا ترضي الله ورسوله ...
يقول الله تعالى :
إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
يجوز لنا أن نأخذ من الآخرين خبراتهم العلمية والبحثية في العلوم الطبيعية والهندسية والكونية وغيرها ونستفيد منها ونزيد عليها ، فنحن مكلفون بذلك لإعمار الأرض وفقاً لسنة الله في الكون
يقول الله تعالى :
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وعلينا في نفس الوقت مقاومة كل ما هو قبيح ومُهين ومُؤذي ومُهلك للإنسان ، علينا أن نتعلم كيف نختار ونميز بين الصالح والطالح ، نميز بين ما يؤدي إلى سعادتنا بإرضاء الله رب العالمين ، وما يؤدي إلى شقائنا - لا قدر الله - بالإنسياق والتبعية للمشركين بالله رب العالمين ...
يقول الله تعالى :
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
اللهم إننا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار
أرجو ألاّ أكون قد أطلت في الموضوع ، وإن شاء الله يكون به بعض الإفادة وبالله التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله
قراتسى
مواقع النشر (المفضلة)