بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
فان الموتى يتاذون بالجار السوء كما يتاذى به الاحياء .
روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وال وسلم قال : ( اذا مات لاحدكم الميت فحسنوا كفنه , وعجلوا انجاز وصيته , واغمقوا له في قبره وجنبوه جار السوء )
قيل : يا رسول الله : وهل ينفع الجار الصالح في الاخرة ؟
قال : هل ينفع في الدنيا ؟
قالوا : نعم .
قال : ( كذلك في الاخرة ).
وهذا يؤيد ما ورد من القصص عن الصالحين حينما راوا اقرباءهم واصحابهم وجيرانهم يستغيثون من مكان دفنهم حيث كانت قبورهم الى جنب فسقة او عصاة او كفار مشركين . وكذلك العكس بالعكس فلو دفنت امواتنا جنب الصلحاء استفادوا من جيرانهم حيث ورد عن لرسول الله صلى الله عليه وال وسلم انه قال : ( ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين . فان الميت يتاذى بالجار السوء . كما يتاذي الحي بالجار السوء )
يروى ان امراة دفنت بقرطبة فاتت اهلها في النوم فجعلت تعاتبهم وتشكوهم وتستغيث وتقول : ما وجدتم ان تدفنوني الا الى فرن الجير , فبحثوا وسالوا عن من كان مدفونا بازائها ؟ فوجدوه رجلا سيافا , غير مستقيم , فاخرجوها من جواره .
وعن ابي سلمة مرفوعا : احسنوا الكفن ولا تؤذوا موتاكم بعويل ولا بتاخير وصية , ولا بقطيعة , وعجلوا بقضاء دينه , واعدلوا به عن جيرانه .
روى لي من اثق به الشهيد قاسم نعيم دفن عندما استشهد الى جنب قبر فتاة قتلت نفسها بشربها للسم .بعد مدة جاء في المنام الى اخته , وقال : ماذا فعلتم ؟ وضعتموني الى جنب فلانة , فاني غير مرتاح لقذ آ ذتني بكثرة صراخها فهي لا تسكت ابدا من تعذيبها وهذا يؤلمني .
عن عبد الله بن نافع قال : مات رجل في المدينة , فدفن بها , فرآه رجل كانه من اهل النار , فاغتم لذلك , ثم رآه بعد سابعة او ثامنة , كانه من اهل الجنة ,فساله قال : دفن معنا رجل من الصالحين فشفع في اربعين من جيرانه فكنت فيهم .
وروي ايضا : ان اعرابي قال لولده : ما فعل الله بك ؟ قال : ما ضر بي الا اني دفنت بإزاء فلان , وكان فاسقا قدر روعني ما يعذب به من انواع العذاب .
مواقع النشر (المفضلة)