[align=justify][align=center]رسول لا حبيب [/align][/align]
[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن ّ التي أبصرتها = سَحرا ً تكلمني ، رسول ُ
ليست ْ هي القصد الذي = يُومى إليه ِ ولا السبيل ُ
أدّت ْ إلي ّ رسالة ً = كادَتْ لها نفسي تسيل ُ
من ساحر العينين يجـــ= ذب ُ خصره ُ ردف ٌثقيل ُ
متقلد ٌ قوس الصبا = يرمي وليس َ له ُ رسيل ُ (1)
فلو َ ان ّ أذْنك َ بيننا = حتى تسمّع َ ما نقول ُ
لرأيت َ ما اسْتقبحته ُ = من ْ أمرنا وَهو َ الجميل ُ
وعلمت َ أني في نــعــ=يــم ِ لا َ يَحُوْل ُ ولا يَزُول ُ [/poem]
[align=center](1) : الموافق لك في النضال ، والفرس يرسل مع أخر السياق ، والمراد أنه لا ند له ولا نظير .
لهذه الابيات قصة طريفة وموجزها : أن الشيخ الجليل محمد بن حفص بن عمر التميمي كان يتولى
القضاء بالبصرة حينا من الدهر ، رأى ذات يوم وهو خارج من المسجد فيما بين دار أبان اللاحقي ودار
حمدان ـ فتى لبقا دمثا عليه ثياب بيض حسان وعلى رأسه قلنسوة مصرية ، واقفا مع إمرآة يكلمها فدنا
الشيخ منه وقال له (( ياهذا إن كانت هذه المرآة منك بسبب ، فقد عرضتها للتهمة ، ووقفتها موقف
سوء وإن كانت غريبة عنك فحقيق عليك اتقاء الله ، وألا ترضى لغيرك إلا بما رضيته لنفسك ))
فقال الفتى على الفور : (( القول ما قلت وأنا قابل نصيحتك وغير عائد إن شالله تعلى )) فانصرف
القاضي يفكر في أمر الفتى ، فلا يدري أي شمائله يستحسن ، أسرعة جوابه أم حسن مراجعته له بقلة
الخلاف ، أم ظرف لسانه ؟ ثم دخل القاضي في المسجد ، وجلس ساعة القضاء ، فإذا برقعة بين يديه ،
وفيها هذه الابيات فلما قرأها ، ضحك الشيخ وقال لابنه الذي حمل إليه الرسالة : (( قل إني لا أتعرض للشعراء )) .
الشاعر هو ....أبو نواس [/align]
مواقع النشر (المفضلة)