قال الشيخ في نبرة تتجـلى فيها صفاء السماء :-



إذا رايته سبحانه يحبب إليكَ الإقبال عليه ، والانشغال بخدمته ،
والحرص على ذكره وطاعته
والإكثار من مناجاته ، وتلاوة كلامه ، والعمل في دعوة الخلق إليه ..
والحرص على طلب العلم ، والموالاة فيه ، والمعاداة لأجله ،
ونحو هذا ..

فاعلم أنه يريد أن يصطفيك ويجتبيك ، ويجعلك من عباده المقربين إليه ،،
الذين يحبهم ويحبونه ، ويرضى عنهم ويرضون عنه ..
فاعرف فضله عليك ، ولا تلتفت إلى عرض من عرض الدنيا بعد ذلك ..
( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )
ومن ثم :

فلا ترد سواه ، ولا تنصرف عن بابه ، ولا تدر ظهرك لأحبابه ،
ولا ترجو غيره ، ولا تخف سواه ، ولا تتطلع إلى ما في يد غيره ..
فإذا دمت على ذلك : تفتحت لك بوابات اليقين ،

ولعلك لا تلبث إلا يسيرا حتى تصبح ممن يعبدون الله كأنما هم يرونه ،
وهي مرتبة الإحسان الراقية العالية :
أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ..
وهؤلاء قوم متميزون في دنيا الناس :
كلامهم لله ، ونظرهم لله ، وسمعهم لله ، وحركتهم لله ، وسكونهم كذلك ،
قومٌ يتلذذون بالتعب من أجل الله سبحانه ،
ويطيب لهم إجهاد النفس في خدمة مولاهم جل جلاله ،
ويجدون برد العافية وهم يتنافسون في طاعته ،

فإن صدقت الله ، وسرت في الطريق مشمراً ،،
فيوشك أن يكرمك الله أن تكون مثلهم
وما ذلك على الله بعزيز ..

فاعمـل .. وادعُ .. وترقّــبْ ..!!

ولا تسترح إلى غير ذكره .. ولا تأنس بسواه ،، ولا تركن إلى غيره ..
واهرب ممن يقطعك عنه ،، هروبك من الأسد إذا هجم عليك ..!
إنك لن تجد شفاءً لروحك الظمأى كمثل ينبوع محبة الله سبحانه ،

فحب الله تعالى :
أنشودة يطرب لها ومعها القلب ،وتشف لها وبها الروح وترف ،
ويطيب بها وقت المحب حتى في أوقات المحنة والبلاء ..!!
انفض يدك مما سواه سبحانه ، ولا يتعلق قلبك بغيره جل جلاله ،

وحتى إذا تيسر لك شيء عن طريق الخلق ،فوصلك منهم شيءٌ ،،
فاجعل التفات قلبك كله إلى المعطي سبحانه ،
فإنما هؤلاء أسباب يقدّرهم هو لك ، ويسوقهم هو إليك ،
فلا يكون الشكر في الحقيقة إلا له وحده ..
ولكن من حسن الأدب أن تتوجه بالشكر كذلك لهؤلاء لأنك مطالب بذلك

ففي الحديث الشريف : من لم يشكر الناس لم يشكر الله ..
أو كما قال صلى الله عليه وسلم

لقد انكشف الطريق لكل ذي عينين يبصر ،
ولا يبقى إلا التشمير .. ورحلة الألف ميل ، تبدأ بخظوة ..!
فاعمل جاهداً ..
وادعُ كثيراً ..
وترقب إشراقة قلبك بين الساعة والساعة !

وهذا رمضان شهر البركات والخيرات والأنوار على الأبواب ..
فأرِ الله منك خيراً ،
وثق أنه لن يضيعك .. فإن الله لا يضيع عمل المحسنين .
* *





عاصمة مملكة الحب:23ar: