مدونة نظام اون لاين

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 6 إلى 10 من 31

الموضوع: رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014

  1. #6

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014

    ~





    3
    ***
    **
    *







    منذ أول لحظه وقعت فيها أنظارى على وجه دانه الجميل و أنا أشعر بنبضات قلبى تخفق بقوه و بلا هواده كلما ألتقيتُ بها . .



    صحيح أننى أستنكر معظم أفعالها ، و أسخر منها دائماً ، و أحاول مضايقتها بشتى الوسائل و الطرق ، إلا أن كل هذا ليس سوى غلاف سميك ، أغلف به مشاعرى نحوها ، التى برغم الأشهر القليله التى عرفتها خلالها ، أخذت تنمو و تكبر ، حتى أحتلت حجرات قلبى الأربعه بأكملها . .




    و بدون أن أشعر وجدتُ نفسى مهوساً بها ، و أعتبرتها شيئاً خاصاً بى .. و ملكاً لى . .




    و من يجروء على الأقتراب منها مسافة عشرة أمتار فقط ، سأسحقه سحقاً . .




    لن أتحدث عما حدث اليوم - بشأن عرض على للزواج منها - لأن هذا الزواج لن يتم طالما أنا حى أرزق . .



    و الأيام ستثبت لكم صدق قولى . .



    و ستعرفون أننى فعلتُ الكثير . . و الكثير جداً لكى لا يتم هذا الزواج . .




    قد تعتبرون هذا جنوناً .. أو رُبما أشد درجات الجنون .. لكنى لا أهتم لرأيكم بى ؛ لأن أهتمامى فى هذه اللحظه منصب على تلك الفتاه التى تبلل قدميها بمياه البحر ، و التى تعبث نسمات الهواء بشعرها الحريرى لتنثره حول وجهها ، فتبدو بهذا لوحه رائعة الجمال ، من صنع الخالق عز وجل . .




    ظللتُ لفتره لا أعلمها أتأملها مأخوذاً بكل شئ بها . . ببشرتها الخمريه النقيه كبشرة الأطفال . . و ملامحها الرقيقه البريئه . . و عيناها اللتان فى لون الربوع الخضراء اللتان تزينهما أهداب طويله بنيه . . و شعرها البنى الحريرى الذى يصل إلى نهاية ظهرها والذى دائماً ما ترفعه على هيئة ذيل الحصان . . إلى أن أقترب منها على ، و شوه جمال اللوحه . . بل و شوه جمال الكون بأكمله . .



    نهضتُ من مكانى فجأه كمن لدغه عقرب ، و أقتربتُ منهما قائلاً لدانه :
    " هل لا عدتِ إلى مكانك يا دانه ؟ فأنا سأذهب للسباحه ، ولا يوجد أحداً ليراقب متعلقاتنا سواكِ . "



    طبعاً لن أتركه يتحدث معها و لو للحظه واحده !


    دانه رشقتنى بنظره حاده ، ثم عادت لتجلس تحت المظله ، بينما أخذ على يشيعها بنظراته !


    و كدتُ أنا أقتلع عينيه من محجريهما !



    أقتربتُ من على و قلتُ له :
    " لا أظن أنك أكتفيت من السباحه .. "




    على أبتسم و قال :
    " بل أظننى أكتفيتُ من السباحه بالفعل . "




    يقصد بذلك أن يذهب ليجلس مع دانه !



    و ما كان منى إلا أن أحطتُ كتفيه بزراعى قائلاً :
    " لكنى .. كنتُ أفكر فى أن نتسابق و نرى من منا سيصل إلى حاجز الأمواج هذا قبل الأخر. "



    على قال :
    " سأستريح الأن و نتسابق فيما بعد . "




    قلتُ أستفزه :
    " أنت خائف من مواجهتى أذن ؟ "



    و ما كان من على إلا أن قال :
    " أذن .. تعالى لأريك كيف سأسبقك . "




    و بدأنا فى السباق ، و طبعاً كان الفوز من نصيبى . .



    و حين عدنا لنجلس تحت المظله ، كانت الأستاذه سلمى ، و الأستاذه أميمه قد حضرا ، و برغم هذا كان علىّ أن أجلس بين على و دانه لكى لا يدور بينهما أى حديث ..



    و طوال الرحله بقيتُ ملازماً لدانه كظلها ، و مراقباً لها ، و حائلاً قوياً و منعياً بينها و بين على ..



    و فى طريق العوده كانت دانه تجلس بجانب سلمى ، و كانت نائمه معظم الوقت ، أما أنا فلم يغمض لى جفن ، و ظللتُ ساهراً إلى أن وصلنا إلى المدرسه من جديد ..




    كانت خيوط الفجر قد بدأت تزحف إلى السماء لتعلن عن بداية يوم جديد حين غادرتُ الحافله ، فأستقليتُ سيارتى عائداً إلى منزلى ..




    فى الحقيقه كان التعب قد أضنانى ، و الأرهاق قد بلغ بى مبلغه ، فأستلقيتُ على فراشى و رحتُ بسرعه فى سُباتٍ عميق ..




    *-*-*-*

  2. #7

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014

    ~




    لأننى نمتُ طويلاً فى الحافله أثناء رحلة العوده ، فلم يكن لدى رغبه فى النوم بعد وصولى إلى المنزل ، فأخذتُ حماماً منعشاً ، أزال عن جسدى أرهاق اليوم بأكمله ، ثم ذهبتُ إلى الفراش ، و أضأتُ القنديل ( الأباجورة ) المجاور لفراشى ، و تناولتُ من أرفف المكتبه رواية ، و أخذتُ أقرأها علها تساعدنى على النوم . .



    لكننى شردتُ تماماً بعد قراءتى لأول صفحه ، و أخذتُُ أفكر بما قاله لى على اليوم أو بالأدق برد فعل إياد عليه . .



    ألا توافقونى بأن رد فعله كان غريباً بعض الشئ ؟ !



    بل كان غريباً جداً أن يتخلى إياد عن سخريته المعهوده فجأه و يتحدث إلى بأهتمام و جديه !



    لن أنكر أننى كنتُ قاسيه معه كثيراً ، و أننى أشعر بالندم على هذا لكنى لا أتحمل أن يدس أنفه فى كل صغيره و كبيره تخصنى كأنه ولى أمرى . .



    على كل ٍ ، أنا أنوى الأعتذار له غداً حين أقابله ، كما أننى أنوى أيضاً رفض عرض على بأدب . .



    ظلت الأفكار تلعب برأسى ، إلى أن أعيانى التفكير بعد فتره و رحتُ فى سباتٍ عميق ..



    أستيقظتُ فى تمام الساعه التاسعه ، و بما أن اليوم هو يوم السبت - و هو أجازه رسميه - فلم يكن علىّ الذهاب المدرسه . .



    أزحتُ الغطاء جانباً ثم نهضتُ عن فراشى ، و أخذتُ أمدد أطرافى بنشاط ، ثم ذهبتُ لأفتح النافذه وأزيح الستائر عنها لأسمح لنسمات الهواء العليله فى الدخول إلى غرفتى ، و الشمس بأضاءة الغرفه ..



    و لم أستطع مقاومة منظر حديقة المنزل التى يعتنى بها أبى و يملأها بالزهور الملونه الجميله ، فظللتُ واقفه لفتره أتأمل الحديقه و أستنشق الهواء العليل المختلط برائحة الفل و الياسمين . .

    يا له من صباح جميل !



    بعد فتره من الزمن أقبلت أمى و قالت :
    " هل أستيقظتِ ؟ كنتُ أتيه لأوقظكِ . . لقد أنتهيتُ من إعداد الفطور . . هيا تعالى وشاركينا الطعام . "



    قلتُ لأمى :
    " حسناً . . سأغسل وجهى و أوافيكم . "




    حين ذهبتُ إلى حجرة المائده كانت أمى و " شقيقتى الصغرى دره " - التى تصغرنى بعامان - قد أتخذا مجلسهم حول المائده ، فألقيتُ على دُره تحية الصباح ، و جلستُ بجوارها ، و أخذتُ أتناول طعامى بشهيه ..



    سألتنى دره فيما كنتُ أشرب القهوه بعد أنتهائى من تناول الطعام :
    " كيف كانت الرحله ؟ "




    قلتُ :
    " كانت رائعه . . أستمعتُ كثيراً بوقتى . . و أعتقد أن الفتيات بدأوا يألفونى . . "




    أمى قالت :
    " أذن كان فهمى على حق . "




    قلتُ :
    " طبعاً . . و هل يخطئ خالى فى شئ أبداً ؟ "




    دره قالت :
    " أخبرينى يا دانه كيف حال ذلك المدرس الخفيف الظل ؟ صحيح ما أسمه ؟ "




    كانت تقصد الأستاذ إياد . . فهى تجده خفيف الظل بالرغم من سخافته !



    قلتُ :
    " أسمه إياد . . و هو بخير . "




    دره قالت مُبتسمه :
    " يا له من أسم جذاب . . هل هو جذاب هكذا مثل أسمه ؟ "




    أمى نظرت إلى دره بحده و نهرتها قائله : " دره ! "





    إلا أن دره واصلت أسألتها قائله :
    " هل ذهب معكِ إلى الرحله ؟ ! "




    قلتُ : " بلى . "




    قالت دره مُبتسمه :
    " كم أتمنى رؤيته ! "




    ضحكتُ و قلتُ :
    " لا أراكِ الله شيئاً بشعاً . "



    *-*-*-*-*

  3. #8

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014

    ~







    4
    ****
    **
    *




    فى صباح يوم الأحد ، دلفتُ إلى حجرة اللغه العربيه قبل الأنتهاء من طابور الصباح لأحمل مواضيع الأنشاء التى كنتُ قد أنتيهتُ من تصحيحها يوم الخميس . .


    كنتُ قد وضعتُ الكراسات بإحدى الخزانات ، فذهبتُ لأفتحها بالمفتاح ، و بعدما أنتهيتُ من أستخراجها أخذتُ أدفع باب الخزانه بكتفى لأغلقه ، فإذا بيد تمتد من خلفى لتغلق باب الخزانه ، و حين أستدرتُ طالعنى وجه إياد الذى لازال واضعاً يده على باب الخزانه ، و الذى كان ينظر إلىّ بعينانان مُحمرتان يتطاير منهما الشرر ، و تبعث الخوف إلى قلبى !


    أزدردتُ ريقى بصعوبه ، و ظللتُ أنظر إليه برعب و أنا عاجزه عن النطق . .


    و أخيراً تحرك لسانى المعقود بعد فتره ، و أستطعتُ أن أقول بصوت مُرتعش :
    " م . . م . . ما . . ماذا . . تريد ؟ "



    إياد تنهد ببطئ و وضع يده الأخرى على الخزانه ، فصرتُ واقفه بين زراعيه ، و لا يفصلنى عنه سوى الكراسات التى أحملها !


    قلتُ بصوت أعلى و أكثر حده :
    " ماذا تريد يا أستاذ إياد ؟ "



    إياد نظر إليه بتمعن و قال متجاهلاً سؤالى :
    " ماذا قررتِ ؟ "



    قلتُ بحيره : " بشأن ماذا ؟ "



    إياد قال بحده:
    " لا تراوغينى يا دانه .. أنتِ تعرفين عما أتحدث . "



    قلتُ :
    " حسناً . . أبتعد عنى و دعنا نتحدث بهدوء . "



    إياد قال بصرامه :
    " أخبرينى يا دانه ماذا قررتِ ؟ "



    قلتُ بتوسل :
    " أرجوك يا إياد أبتعد . . لو دخل علينا أحداً الأن ، سيكون موقفنا سخيف . "




    إياد رفع إحدى حاجبيه و قال بسخريته المعهوده :
    " طبعاً المقصود بأحداً هو على .. أليس كذلك ؟ "



    قلتُ :
    " أنا لا أقصد أحداً بعينه .. أبتعد عنى فقط . "



    و لم يبد لى إياد عازماً على الأبتعاد ، فقلتُ بنبره راجيه :
    " أرجوكِ يا إياد أبتعد . "



    إياد أبتعد عنى بضع خطوات ، و قال :
    " و الأن أخبرينى ماذا قررتِ ؟ "




    سألته :
    " تقصد بشأن على ؟ "



    إياد قال وقد بدأ صبره ينفذ :
    " أجل يا دانه .. و هل هناك سواه ؟ "



    قلتُ بتحدى :
    " أنا موافقه مبدئياً . "



    إياد أغلق عينيه ، وقبض راحة يده كمن يحاول السيطره على أعصابه ، و حين فتح عيناه رأيتُ من خلالها نيران مُشتعله توحى بمدى غضبه ..


    تراجعتُ إلى الخلف عدة خطوات بذعر ، إلا أن إياد أستوقفنى قائلاً بصرامه : " أنتظـــرى . "



    تسمرتُ فى مكانى برعب ، فقال إياد بهدوء نسبى :
    " أ أنتِ موافقه برغم ما قلته لكِ عن سمعته ؟ "



    قلتُ :
    " لقد قلتُ أننى موافقه مبدئياً .. ثم أننى منذ تم تعيينى بالمدرسه لم أرِ منه شئياً سئ . "



    إياد قال بأنفعال :
    " لقد تم تعيينكِ منذ أربعة أشهر فقط . . و هى ليست بالفتره الكافيه لتحكمى عليه من خلالها . . أنتِ لازلتِ صغيره و لا تعرفين مصلحتكِ . "



    قلتُ بأستياء :
    " أنا لستُ صغيره . . إننى فى الحاديه و العشرون من عمرى . . "



    إياد قال بإصرار :
    " و مع هذا أنتِ مازلتِ صغيره جداً . "



    أستأتُ كثيراً من كلامه فقلتُ مُنفعله :
    " على أى حال هذا الأمر لا يخصك بتاتاً . "



    إياد قال بعناد و وعيد :
    " بل يخصنى أمركِ يا دانه . . و أحذركِ إذا حدث و قبلتِ الزواج منه . "



    جُملته الأخيره أستفزتنى كثيراً ، فقلتُ بعناد مماثل :
    " أستاذ إياد . . لقد قبلت الزواج من على و أنتهى الأمر . . "



    إياد نظر إلىّ بذهول ، بينما تابعتُ أنا بجمود :
    " و إذا لم يعجبك هذا فأمامك البحر بأكمله لتشرب منه كيفما تشاء . "


    قلتُ ذلك و غادرتُ الحجره بسرعه قبل أن أسمح له بأعتراض طريقى مجدداً ، و ما أن غادرتُ الحجره حتى قابلتُ على الذى حضر لتوه ، و الذى ألقى علىّ التحيه باسماً . .


    و لستُ أدرى ما الذى دفعنى فى هذه اللحظه لأن أقول له:
    " إذا كنتُ ما زلت تتنظر رأيى فى الزواج منك ؛ فأنا موافقه . "


    و تهللت أسارير على بعد جُملتى تلك ! !



    *-*-*-*-*

  4. #9

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014

    ~





    5
    ****
    **
    *






    لقد حذرتها مُسبقاً من خطورة ما هى مقدمه عليه ، لكنها لم تستمع لى ، بل و قبلت الزواج من على برغم ما قلته لها عنه . .


    على أى حال إنها لم تترك لى خيار أخر . . و أنا أنوى أن أفعل أى شئ كى لا يتم هذا الزواج . . و سأفعل المسحتيل لكى لا يتم . . و لكى تكون دانه لى أنا . .



    بالأمس أتى على بصحبة دانه ليخبرانى بأن خطبتهما ستكون يوم الخميس القادم . .



    تظاهرتُ بالبرود و الأستسلام ، و تمنيتُ لهما السعاده معاً . .



    لكن . . . ألا يقولون أن الهدوء عادة يسبق العاصفه ؟ !



    و هذا بالفعل ما أشعر به الأن . . فإن برودى الظاهر لهما يختفى وراءه حمم ملتهبه ، و بركاناً يهدد بالأنفجار فى أى لحظه . . و بأى شخص !



    لقد ربحت الجوله الأولى يا على . . لكنها ليست الأخيره . .



    و من يضحك أخيراً . . يضحك كثيراً . .


    *-*-*-*-*



    أستخرتُ الله . . و وافقتُ مبدئياً على خطبتى من على ..



    كان سبب موافقتى على " على " فى البدايه يرجع لرفض إياد الشديد لهذه الخطبه و تحذريه لى مما جعلنى أحاول فعل أى شئ لأغاظته ، إلا أننى بعد ذلك وجدته ودوداً و هادئاً و طيب القلب و لا يمكن أن يكون سيئ السمعه كما يزعم إياد . .


    و تمت خطبتى على " على " بسرعه و دون تعقيد . .



    لكن . . . أكثر ما أثار تعجبى و دهشتى كان موقف إياد من خطبتنا . .


    تصوروا أنه قد بارك لنا على الخطبه ، بل و تمنى لنا السعاده !


    إننى حتى الأن لم أقتنع بأن إياد قد أستسلم أخيراً . . لكنى فى الوقت ذاته لا يمكننى التنبؤ بما يفكر به ؛ فإن رجلاً مثل إياد من المستحيل أستنتاج ردود أفعاله ، و سبر أغوراه ..


    و رغم هذا فإن هناك شيئاً ما بأعماقى بنبئنى بأن وراء هدوء إياد و أستسلامه يختفى شيئاً رهيباً بحق . .


    " مبروك يا عروس . "


    كنتُ أعرف صاحب الصوت الساخر كما تعرفونه تماماً ، قبل أن أستدير ليقع بصرى على إياد الذى يقف عند الباب ساداً فتحته بجسده العظيم . .



    قلتُ :
    " شكراً يا إياد . "



    إياد أبتسم و قال :
    " برغم أننى لم أكن موافقاً على هذه الخطبه ، إلا أننى لا أملك الأن سوى أن أبارك لكما ، و أتمنى لكما السعاده . "



    قلتُ بسخريه :
    " هذا هو ظنى بك على أى حال . "



    إياد أقترب منى بضع خطوات ، و جلب له مقعداً ، و وضعه فى مقابل مكتبى ثم جلس عليه و أتكأ بمرفقيه على مكتبى قائلاً :
    " على أى حال أنا لا أريد سوى سعادتكِ . "



    نظرتُ إليه بتعجب و قلتُ بسخريه لاذعه و صريحه :
    " سبحان مغير الأحوال ! إننى أتسأل أى كارثه تلك التى تخفيها وراء هدوءك المُزيف ؟ ! "



    إياد مط شفتيه قائلاً :
    " مازال فى جعبتى الكثير بالفعل .. لكن دعكِ من هذا الأن . . و أخبرينى . . . . "



    وصمت لبرهه أخذ يتأملنى متابعاً :
    " هل أخبركِ أحداً من قبل أنكِ أزددتِ جمالاً بعد الخطبه ، أم أننى أول من يقول لكِ هذا ؟ "



    رفعتُ حاجباى بدهشه ، و قلتُ : " حقاً ؟ ! "



    أومأ إياد برأسه إيجاباً ، و فجأه و دون توقع ، أمتدت يده إلى شعرى بسرعه و خفه ، وأزال الشريط الذى أرفع به شعرى على هيئة ذيل حصان ، لينسدل شعرى على كتفاى !


    و أضاف إياد بهدوء و هو يتأملنى ملياً :
    " لكنى أفضل شعركِ منسدلاً . . فهكذا تبدين أكثر رقه و شاعريه . "



    لم أتمالك نفسى حينئذ و هببتُ واقفه و صحتُ به :
    " كيف تجروء على فعل هذا ؟ من تظن نفسك ؟ سأخبر على بهذا . "



    هب إياد من مكانه هو الأخر وقبض على رسغى بقوه قائلاً بصوت قوى غليظ أرتجفت له أوصالى :
    " أياكِ أن تأتى بذكره أمامى . . لقد صبرتُ عليكِ و أحتملتكِ كثيراً ، لكنى لا أعدك بأن أصبر عليكِ أكثر من هذا . "



    و صمت لبرهه ثم أضاف قائلاً بصرامه :
    " سأخبركِ بشئ واحد يا دانه . . و كونى واثقه منه . . "




    و ضاقت عيناه بشده ثم تابع بحسم :
    " أنتِ لن تتزوجى من على . . "




    أستفزتنى جُملته كثيراً ، و رغم الرعب الذى تملكنى وقتها فتحتُ فمى و هممتُ بالرد عليه ، لولا أنه أضاف بصوت أجش لا أدرى إذا كان صوته فعلاً ، أم أننى تخيلتُ أنه صدر منه :
    " أبـــــــــــداً . "



    و غادر الحجره بخطوات سريعه و و اسعه . . و تركنى وحدى بالحجره أرتجف و أنتفض دُعراً !


    *-*-*-*-*

  5. #10

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014

    ~





    6
    ****
    **
    *



    مرت أربعة أشهر على خطبتى من " على " ، و خلال هذه الفتره كان على يعاملنى برقه ، و يحاول أرضائى بشتى الطرق و الوسائل ، لذا فحين طلب منى أن نعجل بزفافنا ، لم أمانع و وافقت دون تفكير . .

    و لأننى لم أكمل جهازى بعد فقد تغيبتُ عن المدرسه و بدأتُ فى شراء ما ينقصنى . .

    و فى الحقيقه أن هذا ليس فقط السبب فى تغيبى عن الدراسه ؛ فإن السبب الأساسى تعرفونه جيداً . . ألا و هو إياد . .

    فمنذ أن قال لى ( أنتِ لن تتزوجى من على ) و أنا أشعر بالخوف منه . .

    صحيح أنه كان بأمكانى أن أخبر على بما قاله لى إياد ، لكننى خشيتُ أن يتعاركا و يؤذى أحدهما الأخر . .

    و بما أن إياد كان ضخماً ، عظيم البنيان ، فستكون يد الغلبه بطبيعة الحال له هو !

    على أى حال أعتقد أن الأمر هكذا قد أنتهى . .


    كنتُ جالسه أشاهد إحدى المسلسلات فأقبلت دره و تناولت منى أداة التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز ( الريموت ) و أخذت تقلب القنوات قائله :
    " دعكِ من هذا المسلسل السخيف . . بعد قليل سيبدأ برنامجى المفضل . "



    هززتُ كتفاى و لم أعلق ، بينما تابعت دره :
    " بالحلقه السابقه عرضت مذيعة البرنامج قصة فتاه كان زفافها بعد أسبوع واحد فأتى أبن عمها و شوهها تماماً .. مسكينه هذه الفتاه . . لقد كانت جميله قبل الحادث . . "


    وضعتُ يدى على قلبى بحركه تلقائيه و قلتُ بذهول :
    " لماذا فعل هذا ؟ "


    دره مطت شفتيها قائله :
    " لأنه يحبها ويريد الزواج منها وهى رافضه أياه تماماً . "


    قلتُ مُستهجنه :
    " ألأنه يحبها يقوم بتشويهها ؟ ! أى حب هذا ؟ ! "


    دره قالت :
    " رُبما كان مريض نفسى . . لستُ أدرى لما لا يضعونه هو و أمثاله بمستشفى المجانين و . . . . ؟ ! آه . . ها قد بدأ البرنامج . "


    أنشغلت دره بعد ذلك فى مشاهدة البرنامج ، أما أنا فلم أستطع التركيز بمشاهدة البرنامج و أخذت عبارة دره تتردد بأذنى . .

    ( كان زفافها بعد أسبوع واحد فأتى أبن عمها و شوهها تماماً )

    ( كان زفافها بعد أسبوع واحد فأتى أبن عمها و شوهها تماماً )


    كما أخذت عبارة أياد أيضاً تتردد بأذنى . .


    ( أنتِ لن تتزوجى من على ) ! !

    ( أنتِ لن تتزوجى من على ) ! !


    أيعقل أن يفعل إياد هذا بى أيضاً ؟

    لا . . لا أظن . . ليس لهذه الدرجه . .

    رُبما كان إياد سخيف و مجنون لكنه لا يمكن أن يفعل شيئاً مثل هذا . .

    لا يمكن أبداً . .



    *-*-*-*-*




    بدأ العد التنازلى .. و ما عاد يفصلنى عن الزفاف سوى يوماً واحداً فقط ..


    لن أستطيع أن أقول لكم أننى سعيده مائه بالمائه ؛ فأنا حتى الأن لم أشعر بأى مشاعر خاصه نحو على ، لكنهم يقولون أن الحب سيأتى فيما بعد . .


    و لا تسألوننى من هم هؤلاء الذين يقولون هذا ؛ لأننى لا أتذكر كم عددهم ، فإن المتطوعين بأبداء الرأى كثيرون !


    على أى حال أننى أ أمل أن يأتى الحب فيما بعد و . . . . .


    قاطع تأملاتى صوت رنين هاتفى المتواصل ، فنظرتُ إلى رقم المُتصل فوجدته رقم على . .


    أجبت على الأتصال قائله :
    " أهلاً على . . "


    أتانى صوتاً رجولياً غريباً يقول :
    " السلام عليكم . . الأنسه دانه معى ؟ "


    قلتُ بأستغراب : " أجل . "


    أجاب الرجل بعد فتره :
    " لقد أصيب على فى حادث طريق و . . . . "


    لم أدعه يتم جُملته إذ أننى قاطعته قائله بذعر :
    " ماذا أصابه ؟ هل هو بخير ؟ "


    أجاب الرجل :
    " فى الحقيقه .. إصابته ليست خطيره ، لكنه فاقد الوعى تماماً . "


    قلتُ : " و من أنت ؟ "


    أجاب :
    " أنا من صدمته بالسياره . . "


    سألته:
    " وأين هو الأن ؟ هل هو بالمستشفى ؟ "


    قال :
    " كلا . إنه بمنزلى . "


    قلتُ بحسم :
    " أذن . . أعطى عنوانك و أنا قادمه . "


    أرتديتُ ملابسى بسرعه و بلا أهتمام ، و غاردتُ حجرتى و أنا أترنح فى مشيتى و أكاد أتعثر . .


    قابلتُ دره فى طريقى لباب الشقه ، و حين رأتنى مرتديه ملابسى كامله قالت بدهشه :
    " دانه ! إلى اين أنتِ ذاهبه ؟ "


    قلتُ :
    " لدى مشوار . . لن أتأخر . "


    دره قالت :
    " أين هذا المشوار ؟ أنتظرى . . "


    إلا أننى لم أجيبها و غادرتُ المنزل بسرعه و أستقليتُ سيارتى ، و أنطلقتُ إلى العنوان الذى أعطانى أياه ذلك الرجل . .

    و كان ذلك العنوان بمزرعه تبعد كثيراً عن منزلنا ، فأستغرق وصولى إليها حوالى نصف ساعه . .

    و أخيراً وصلتُ إلى العنوان . .

    و كان المنزل مكون من طابقين و يشبه فى تصميمه المنازل الريفيه الأمريكيه ، حيث أن أسقفه على شكل مظلات مثلثه و مقلوبه . .


    و فى الحقيقه بدا لى مُخيفاً ، حتى أننى فكرتُُ فى الهرب من هذا المكان لولا أن غادر المنزل شاباً فى منتصف العشرين و أقترب منى قائلاً :
    " أنتِ الأنسه دانه . . أليس كذلك ؟ "


    أومأتُ برأسى إيجاباً ، فتابع الرجل :
    " أنا من خابرتكِ فى الهاتف . "


    قلتُ مباشرة : " أين على ؟ "


    أجاب :
    " فى الطابق الثانى . . تعالى معى . "


    و قادنى إلى داخل المنزل و صعدنا إلى الطابق الثانى ، و دخل إلى إحدى الحجرات قائلاً :
    " تفضلى هنا . "


    دلفتُ إلى الحجره التى كانت تحوى سرير ، و خزانة ملابس ، و مكتب ، و عدة مقاعد أسفنحيه كبيره !


    نظرتُ إلى ما حولى بحيره و قلتُ :
    " ما هذا ؟ أين على ؟ "


    أجاب الشاب بهدوء :
    " الطبيب بحجرته الأن . . حين ينتهى من فحصه سأتى لأصحابكِ إلى حجرته . "


    سألته :
    " هل هو بخير ؟ "


    الشاب قال :
    " أجل . . أطمئنى . . إنه بخير . "


    و غادر الشاب الحجره . .

    ظللتُ أذرع الحجره ذهاباً و أياباً بتوتر لمدة نصف ساعه دون أن يأتى ذلك الشاب !

    هل يستغرق فحص " على " كل هذا الوقت ؟

    أتمنى ألا يكون الأمر خطيراً . .

    فى هذه اللحظه سمعتُ صوت أقدام بالخارج ، فتوقفتُ عن الحركه ، و أخذتُ أرهف السمع ، إلى أن بدأ صوت الأقدام يقترب من الحجره حتى توقف صاحب هذه الخطوات أمام باب الحجره المفتوح و وقف ساداً فتحته بجسده الضخم . .


    أطلقتُ شهقة ذعر ، و أتسعت عيناى بدهشه ، و أنا أقول بذهول : " أنت ؟ ! "



    أبتسم إياد و قال بسخريته المعهوده :
    " هل تجديننى مألوفاً يا أنسه ؟ "


    *-*-*-*-*

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 21-05-2014, 05:55 PM
  2. رواية سكتني بالقوة وقلي أحبك كاملة , روايات حب جديدة 2014
    بواسطة ∞ Ģoğє في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-11-2013, 12:12 AM
  3. رواية ثرثرة أرواح متوجعة كاملة, روايات حزينة 2014
    بواسطة ∞ Ģoğє في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-11-2013, 12:10 AM
  4. رواية بعض ما خبأته الرياض كاملة , روايات الكاتب أبو بقية 2014
    بواسطة ∞ Ģoğє في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-11-2013, 11:34 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-11-2013, 11:25 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •