أثار العداء البحريني الجنسية، المغربي الأصل، الكثير من السجال في المغرب، بعد فوزه بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين الأخير في مسافة 1500 متر، التي وشح بها علم مملكة البحرين، وأدخلها التاريخ الأولمبي، وعاد اللغط حول دوافع تجنيسه وإهدائه نصراً لبلد غير بلد
كيف كان شعورك وأنت تفوز بميدالية ذهبية تهديها لبلد آخر غير بلدك الأصلي؟
فقط للتصحيح، فالميدالية مهداة لبلدي البحرين التي أمثلها، وتستحق هذا الفوز، وإحساسي هو إحساس كل بطل يفوز ويمثل بلده في دورة أولمبية، والفرح عشته بمعية «جمهوري» الذي كان يتابعني.
ماذا تقصد بجمهوري، هل الجمهور البحريني أم المغربي؟
البحريني طبعاً
كيف عشت لحظات الفوز، خاصة أن المغاربة عرفوا خيبة أمل في بكين، ألم تشعر تجاههم بالتعاطف أو الانتماء؟
إحساسي كأي عربي، ليس فقط للمنتخب المغربي الذي عاش خيبة أمل، فالمنتخبات العربية كلها تراجعت، خاصة الجزائر، التي كان يعول عليها في ألعاب القوى، وبالنسبة لبعض عناصر المنتخب المغربي، فهي شابة، والمستقبل هو الحاسم في مدى طاقتهم، لكن أملي أن تفكر القيادات العربية الرياضية بالعمل على صنع أبطالها، لتجني نتائج مرضية في الملتقيات المستقبلية.
كيف تعيش في جلباب بحريني بقلب مغربي؟
«مازحاً»، ليس جلباباً، بل «عباية»، الحقيقة أني التحقت بالمنتخب البحريني سنة 2002م، وبدأ آنذاك اللغط بخصوص خطوة التجنيس، لو تلقينا شيئاً من الاهتمام بالمغرب لما غادرنا.
إذن تجنيسك لم يكن طواعية؟
بل كان خياراً مطلقاً، إن الجنسية المغربية لا تسقط، وبحكم أنني رياضي محترف، كان لابد أن أبحث عن ظروف اجتماعية أفضل، خاصة في غياب العناية التي لمستها من قبل مع إدارة ألعاب القوى المغربية تجاه أبطال سابقين، فماذا ينتظر من كان مثلي في بداية الطريق.
من كان أول المهنئين؟
أول المهنئين كان عاهل البحرين وأنا مازلت بالملعب.
ولدت كإنسان في المغرب وبطل في البحرين، عندما قصدت مملكة البحرين لم أكن بطلاً، لكن بفضل رؤية البحرينيين التقنية نجحت، لأنهم استشرفوا أن رشيد رمزي سيظفر بالنصر.
كيف جاء ولعك برياضة الجري؟
كان جدي، والد أمي، مولعاً بألعاب القوى، وكان يوقظنا باكراً عندما كان ملتقى سيؤول لنشاهد البطل المغربي سعيد عويضة، بالمقابل كنت قد شاركت في بطولة مدرسية وفزت، ومن تم التحقت ضمن فريق أولمبيك آسفي حيث كانت انطلاقتي.
من هم نجومك بالرياضة؟
هشام الكروج، إبراهيم وخالد بولامي، وصلاح حسيتو، كنا نحبهم ونتابعهم ونحن نجايلهم، لكن المثل الأعلى لي هو البطل العالمي سعيد عويضة الذي جر كل هذه القاطرة.
ألم يكن لديك خلاف مع هشام الكروج؟
لا خلاف لي مع أي شخص، وهشام كان أول المهنئين لي من المغاربة عندما فزت، لأنه كانت له بطاقة دخول للمكان الذي نغير فيه الملابس، وحتى الوفد المغربي هنأني، وما يؤكد أن لا خلاف لي مع هشام فقد شاركت في ملتقى طنجة في شهر يوليو الذي نظمه هشام الكروج.
ماذا عن خلافك مع جامعة ألعاب القوى المغربية؟
خلافي ليس مع الأشخاص، لكن مع الجهاز وطريقة التسيير، وهذه الجامعة جديدة لا مشاكل لدي معها، خاصة وأنها تفتح لنا مرافقها للتدريب، وتمد لنا المساعدات المطلوبة. وبعيداً عن الرياضة فالمغرب والبحرين تربطهما علاقات تعاون جيدة.
جدك لأمك محب لألعاب القوى، هل لهذا السبب أمك لها دراية برياضة الجري؟
ليس بفضل أبيها، بل لأنها تواكب سباقاتي، وهذا لا يعني أنها متابعة متمرسة، بل فقط تعرف من متابعة السباق
هل التوقيت جيد أم لا، هل كان الإيقاع سريعاً أم لا؟
هل تمنحك نصائح في هذا المجال؟
تمنحني دعوات الرضا، لكن النصائح التقنية لا يمكن أن يمنحها إلا المدرب.
لكن لاحظنا أن أمك كانت تحت الأضواء بينما والدك ظل في الظل؟
أبي بطبعه خجول، متحفظ، بسبب أصوله البدوية، بينما أمي منفتحة أكثر.
ماذا تعمل أمك؟
ربة بيت.
ترتيبك بين الإخوة؟
موقع الوسط من بين خمسة إخوة.
أي أنت واسطة العقد، وبذلك تكون مدللاً؟
بالعكس نحن ندلل الإناث في محيطنا وليس الذكور.
كيف تصف علاقتك بالمرأة؟
علاقتي بأمي كعلاقة أي أم بابنها التي تربي وتضحي وتستحق الاعتراف بالجميل، وأعتبر المرأة عموماً عنصراً أساسياً بالمجتمع العربي، لذا يجب أن نفتح لها مجالات أوسع.
بما أنك عازب هل تنوي الارتباط بامرأة بحرينية؟
الزواج بعيد عن ذهني الآن، وأيضاً هو موضوع خاص جداً.
كيف تتعايش مع ثقافة البحرين؟
ثقافة البحرين والمغرب تشتركان في العديد من الأشياء، كالكرم والانفتاح.
ماذا ترتدي بالأعياد هل الجلباب المغربي أم العباية البحرينية؟
أنا دائماً أرتدي القميص والحذاء الرياضيين، نحن في عمل دائم، نتدرب، لا نعيش الأعياد والمناسبات كغيرنا، لأن هناك برمجة وأجندة محددة لا يمكن خرقها.
ماذا عن اهتماماتك الأخرى؟
السفر واللقاء مع الأصدقاء.
ماذا تفتقد من المغرب بالبحرين؟
طوال السنة أكون في تنقل دائم بين الدول، لا أفتقد أي شيء أينما ارتحلت، فنقطة تركيزي هي عملي الرياضي.
أحب طبق بحريني لديك يقابل الطبق المغربي؟
الكبسة البحرينية، والثريد من «آسفي».
في أي شروط يمكن أن تعود للمغرب؟
الفكرة غير مطروحة بتاتاً، لي حياتي وأصدقائي بالبحرين
تحكي أم العداء الأولمبي، خديجة، أن ابنها رشيد رمزي كان طفلاً هادئاً، وكان يمتلك طاقة فريدة، حيث كان يلعب كرة القدم مع أقرانه بالحي دون توقف، وكان يشارك ثلاثة فرق اللعب في نفس اليوم، وساعدته لياقته ليختار ألعاب القوى.
وتبوح أنها لا تقوى على متابعة السباق مباشرة حتى لا تتوتر، وتستعين على ذلك بالصلاة والدعاء لابنها، وعندما يفوز تشاهد التسجيل.
وعن تجنيس ابنها قالت إنها تفتخر بجنسية ابنها لأنه ظل إنساناً عربياً إسلامياً قومياً.
وتقول إنها وشحت ابنها بميدالية الرضا التي لن تسقط عنه أبداً.
مواقع النشر (المفضلة)